الروايـة الفـانطاستيكية بين النظرية والتطبيق
ومن هنا، يعد الأدب الفانطاستيكي أدبا تخييليا وهميا بامتياز، يقوم على الحيرة، والتردد، والتحول، والتمرد، والانزياح، والقلق، والغرابة، والإدهاش، والتعجيب، والتغريب، وخرق المألوف، وإثارة المتلقي...وبالتالي، فهو ينقسم إلى أقسام ثلاثة هي: العجيب الذي ترتاح له النفس الإنسانية؛ والغريب الذي يخيف المتلقي ويرعبه ويقلقه؛ والمألوف الذي يعبر عن تحول طبيعي من حالة مألوفة إلى حالة مألوفة أيضا.
وقد أثير جدل كبير حول ترجمة مصطلح (الفانطاستيك/Fantastique)، فهناك من يحتفظ بالمصطلح نفسه.وهناك من يترجمه بالعجائبي. وهناك من يترجمه بالغرائبي. ولكننا سنحافظ على المصطلح الغربي لكي لايختلط بالمفاهيم الأخرى كالعجائبي، والغرائبي، والمألوف، وهي حالات مختلفة ومتباينة تنتج عن الفانطاستيك.
وإذا كانت الدراسات النقدية حول الفانطاستيك كثيرة في العالم الغربي؛ حيث يصعب الإحاطة بها بيبليوغرافيا، والإلمام بكتاباتها الإبداعية والوصفية، فإنها قليلة جدا في الحقل الثقافي العربي. ومن هنا، لابد من توسيع آفاق النقد الفانطاستيكي كما وكيفا، بالانفتاح على المناهج النقدية المعاصرة المختلفة، وخاصة المقاربة البنيوية السردية التي تعنى باستجلاء المكونات والسمات التي يحويها النص الفانطاستيكي، والاستفادة من السيميائيات السردية التي تغني التحليل تفكيكا ، وتركيبا، وتأويلا.