الروايـة الفـانطاستيكية بين النظرية والتطبيق

يتناول كتابنا هذا الخطاب الفانطاستيكي في الرواية ، على أساس أن الفانطاستيك كتابة سردية أدبية وإبداعية جديدة ، ظهرت مع الرواية الجديدة في سنوات الستين من القرن الماضي بالنسبة للحقل الثقافي العربي، وإن كان هذا النوع من الكتابة موجودا في تراثنا العربي القديم دينا، وأدبا، وفنا. وهو موجود أيضا في الثقافة الغربية منذ أشعار هوميروس في الفترة اليونانية، ومنذ صدور رواية (الحمار الذهبي) لأفولاي في عهد الرومان.ومن ثم، فلقد ازدهرت الكتابة الفانطاستيكية في أوروبا في مجالي القصة والرواية منذ القرن التاسع عشر، وانتشرت كثيرا في القرن العشرين وسنوات الألفية الثالثة.
ومن هنا، يعد الأدب الفانطاستيكي أدبا تخييليا وهميا بامتياز، يقوم على الحيرة، والتردد، والتحول، والتمرد، والانزياح، والقلق، والغرابة، والإدهاش، والتعجيب، والتغريب، وخرق المألوف، وإثارة المتلقي...وبالتالي، فهو ينقسم إلى أقسام ثلاثة هي: العجيب الذي ترتاح له النفس الإنسانية؛ والغريب الذي يخيف المتلقي ويرعبه ويقلقه؛ والمألوف الذي يعبر عن تحول طبيعي من حالة مألوفة إلى حالة مألوفة أيضا.
وقد أثير جدل كبير حول ترجمة مصطلح (الفانطاستيك/Fantastique)، فهناك من يحتفظ بالمصطلح نفسه.وهناك من يترجمه بالعجائبي. وهناك من يترجمه بالغرائبي. ولكننا سنحافظ على المصطلح الغربي لكي لايختلط بالمفاهيم الأخرى كالعجائبي، والغرائبي، والمألوف، وهي حالات مختلفة ومتباينة تنتج عن الفانطاستيك.
وإذا كانت الدراسات النقدية حول الفانطاستيك كثيرة في العالم الغربي؛ حيث يصعب الإحاطة بها بيبليوغرافيا، والإلمام بكتاباتها الإبداعية والوصفية، فإنها قليلة جدا في الحقل الثقافي العربي. ومن هنا، لابد من توسيع آفاق النقد الفانطاستيكي كما وكيفا، بالانفتاح على المناهج النقدية المعاصرة المختلفة، وخاصة المقاربة البنيوية السردية التي تعنى باستجلاء المكونات والسمات التي يحويها النص الفانطاستيكي، والاستفادة من السيميائيات السردية التي تغني التحليل تفكيكا ، وتركيبا، وتأويلا.







نشر الخبر :
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : 7
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
أضف تعليقك
  1. تعليقات الزوار

    أكتب الرقم الذي تراه امامك :