أساسيات المناظرة

يمكن الحديث عن مجموعة من الممارسات الحوارية الرائجة في تاريخنا القديم والحديث، والتي يمكن حصرها في الجدل، والمحاورة، والمناظرة، والخطاب المعروض، والمجال العام، والمساجلة، والنقد الحواري، والمغالطة السفسطائية، والاستمارة، والمقابلة، والمحاجة، والمقارعة الشخصية، والمنازعة الجدلية، والحوار التفاوضي، والمباحثة، والمحاضرة، والحوار التربوي التعليمي، والنقاش السياسي، والحوار الإعلامي والاتصالي...
وقد اتخذ الحوار، وفق مساره التطوري، طابعا تأثيريا باعتماده على العاطفة والوجدان والتطهير واستمالة المخاطب استهوائيا ضمن حجاج الباطوس (Pathos) . كما اتخذ طابعا إقناعيا باستخدام العقل والذهن والمنطق حسب سلطة المتكلم وقدرته على الخطابة، وطابعا اقتناعيا بجعل المخاطب هو الذي يقتنع بصحة الدعوى المقدمة إليه.
وقد اتخذ الحوار طابعا استدلاليا جدليا عند فلاسفة الجدل كزينون، وسقراط وأفلاطون، وعند علماء الكلام كالمعتزلة والأشاعرة بالخصوص. ثم، اتخذ طابعا حجاجيا مغالطيا عند السفسطائيين اليونان. وبعد ذلك، انحدر الحوار ليتخذ طابع العنف والإرهاب والتطرف عند الطوائف المتشددة التي ترفض الاحتكام إلى الحوارية العقلانية والأخلاقية كالخوارج ، مثلا. في حين، اتخذ الحوار طابعا فكريا وعلميا هادئا ومسالما عند كثير من العلماء والمفكرين المسلمين الرصينين والمتزنين الذين كانوا يحتكمون إلى الحوار العقلاني المقيد بضوابط الشرع والعلم وفقه الحوار.







نشر الخبر :
نشر الخبر : Administrator
عدد المشاهدات
عدد التعليقات : 1
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة
أضف تعليقك
  1. تعليقات الزوار

    أكتب الرقم الذي تراه امامك :